إذا كان هناك سرا للصحة النفسية فهو أن تخبر من يجرحك أنه يجرحك عندما يفعل ذلك .
كذلك إذا كان هناك سرا للسعادة الزوجية فهو ألا تخلد إلى النوم و في صدرك شئ تجاه شريكك .
فإذا ما كان الصدر صافيا نقيا ، إنسابت منه المشاعر بصفاء و صدق و ما صفا صوت العود إلا لخلو جوفه.
هذا هو سيد الأسرار بل السر الأعظم .. حافظ دائما على قلبك صافيا راضيا و كذلك إطمئن على قلب شريكك و لا ترضى إلا أن يبيت راضيا ، فاسأله دائما عما يغضبه منك و إسأله " هل هناك شئ تود أن تقوله لي؟ و أخبره أنك تود و بكامل رحابة الصدر أن تسمع منه و تعالج الأمر " و كذلك لا تبقي شيئا أعجبك منه إلا و أثنيت عليه و شكرته ، و لا شيئا أحزنك منه إلا جذبت نظره أو عاتبته ، و لا شئ يخيفك إلا و أخبرته ، و لا شئ مبهم إلا إستوضحته ، و لا شئ تحلم به إلا و شاركته .، و كذلك إسأله بإستمرار عما يعجبه منك و عما لا يعجبه و حاول دائما و بلطف أن تاتي بمكنون قلبه ، هذا من شأنه أن يحفظ الحب و ديموميته.
أما إذا تهاونا في هذه المصارحة فستتراكم بداخلنا المشاعر فإذا كان منها الجيد فستكتشف بعد فترة أنك أضعت فرصا كثيرة للتعبير عن الحب بكتمانك إعجاب أو ثناء أو تقدير أو شكرلشريكك ، بالرغم من أن هذه الأشياء الصغيرة تصنع فرقا ، أما إذا كان ما تراكمه بداخلك أحاسيس سلبية فأنت بذلك تظلم نفسك و تصنع سدا من الجليد بينك و بين شريكك إضافة إلى أن الكتمان يأتي بالكذب في يديه ثم المجاملة ثم النفاق و يصبح الأمر ثقيلا على النفس و يصبح لا مجال لتبادل الحب حينها ، و لا سبيل إلى إذابة هذا الجليد إلا بالمصارحة .
فداوم على المصارحة – السر الأعظم - التي تحافظ على إتصال القلوب ، و حبذا الإتفاق على هذا المبدأ منذ الخطبة وتجديد ه كل فترة
من كتاب انسجام